تستطيع أن تُعدني من الأشخاص المؤمنين جداً بضرورة وجود شريك لمشروعك الريادي، حيث لا أقتنع إطلاقاً بالمغامرات الفردية والجرأة المتفردة في عالم ريادة الأعمال الذي يسعى الجميع للدخول إليها سواء كانوا مدركين تماماً لما يفعلوه أو لا. 

الصورة التي تظهر أمامنا وبكثرة عن نجاح فلان وفوز علتان وقدرة أبا سفيان في نجاحهم بمشاريعهم الريادة تجعل الكثير منا يندفعون إلى هذه المغامرة دون دافع أو سبب حقيقي.
ومن أجل هذا الأمر وقبل قرار خوض جلب شريك مؤسس ما لمشروعك فعليك أن تحاول وبكل ما أوتيت من عزم وفطنة وخبرة أن تكتشف 4 أشياء في شريكك المؤسس المحتمل.

١. هل الحماس حقيقي أم خيال في خيال 


واحدة من أهم العناصر التي يجب اكتشافها هي معرفة حماس الشريك المؤسس، هل هو حماس نابع من داخله أم مجرد حماس تقليدي بسبب ما يراه في مواقع التواصل الاجتماعي من أسماء وأشخاص و صفحات تملؤها الألقاب، من المدير التنفيذي والمدير التقني التنفيذي والمدير المالي التنفيذي والمدير الإقليمي الرئيسي وغيرها من العجب العجاب. 

قدرتك على رؤية أن شريكك المؤسس ليس مهتماً بتاتاً بالألقاب والمناصب بقدر اهتمامه بالعمل وتطوير الفكرة وصنع شيء قيم هو أساس كل شيء لنجاح ليس فقط علاقة الشراكة بل الشركة نفسها. 

٢. الالتزام الالتزام الالتزام 

هنا يكمن مربط الفرس كما يقال وهو مدى التزام الشريك بالمهام والمشاكل والتطوير وما إلى ذلك من أمور مهمة وهنا يصعب بالطبع معرفة ما إذا كان الشريك سيلتزم بالفعل أم لا لذلك من المهم جداً السؤال عن الالتزامات الحالية لشريكك المؤسس وخططه المستقبلية. محاورته بكل صراحة وأريحية عن عدد الساعات اليومية التي يمكنه أن يخصصها للمشروع.

إذا رأيت أن الشريك المحتمل لديه التزامات ضخمة أو لديه خطط كبيرة أو مازال يدرس أو حتى لديه مشروعه الجانبي ويرغب بالعمل على مشروع آخر فابتعد فوراً ولا تفكر بالمشاركة لأن في معظم الحالات وحتى مع وعد الالتزام فلن يحدث شيء يذكر وستجد نفسك في منتصف الطريق تعمل لوحدك مع وعود الآخر بالعمل مجددا وتخصيص الوقت ناهيك عن الحجج المتكررة حول العمل والزوجة والأولاد والامتحانات التي لا تنتهي لديه. 

الأهم في هذه النقطة هي جودة أسئلتك وتحليل إجابة الطرف المقابل لتخمن بشكل جيد إذا كنت أمام شخص مستعد للالتزام أم فقط سيحاول فعل ذلك. 

٣. الحالة النفسية. 

هذه النفطة بالذات في الغالب منسية ولا تذكر أو يعار لها اهتمام، لكنها مهمة جداً. قد تلعب الحالة النفسية دورا عظيما في تقدم وتطور مشروعك. 
هل شريكك يشعر بالفشل ويسعى لتحقيق نجاح ما لنفسه؟ أم يريد الانتقام من قريبه الذي يكرهه ونجح في مشروعه؟ أم لديه وقت فراغ كبير وقرر بشكل لا على التعيين أن يقوم بشيء ما؟ أم قد خرج للتو من انفصال ما وقرر أن يعمل على أي مشروع يُعرض عليه؟

تأسيس شركة ما يتطلب وجود أشخاص بحالة نفسية جيدة لا يعانون من فراغات أو حالة حزن ما بسبب فقدان شخص أو شيء ما أو حتى يقوم بهذا بدافع التسلية لأن الأمر ليس مسلياً أبداً ولا يوجد به المتعة أو المال السريع أو غيرها من الأمور كما تُصور في أذهان البعض. 

٤. الدوافع والنوايا

أساس كل شيء هو النية والنية وحسب ومعرفة النية الأساسية هي أهم نقطة قد تدفعك للمضي بتوقيع اتفاق أو رفضه بشكل قطعي. عندما تجلس مع شريك محتمل ليخبرك بأن نيته الحقيقية الوحيدة فقط هي المال فهذا دافع ليس قوي بتاتاً لأن في حال حصوله على المال من مصدر آخر فسينتهي بك الأمر في منتصف الطريق تعمل لوحدك. 
بغض النظر أن دافع المال هو الدافع والنية الأكبر لمعظم من يقومون بمشاريع ريادية أو ناشئة ولا يستطيع أحد منا إنكار الأمر لكن أن يكون هذا الدافع الوحيد فهنا المشكلة. 

عندما يكون الداقع الحقيقي لدى الشريك المحتمل هو المال وحسب ودون وجود سبب آخر قوي كتحسين وتطوير المهارات مثلاً فسيؤدي غالباًَ هذا إلى شراكة ركيكة. الدافع يجب أن يكون حقيقي وليس مبنياً على أمر واحد وحسب وهذا الأمر الذي تحتاجه لتجد أمامك شريك مؤسس صامد أمام عقبات الشركة يعمل عليها.

في نهاية المطاف، التفكير والدراسة والبحث والتروي والصبر هي أفضل شيء يمكن القيام به للحصول على شراكة حقيقية والأهم مثمرة جداً.